ما هو زواج التجربة وما رأي الأزهر ودار الإفتاء حول موافقته الشرع؟
ما هو زواج التجربة وما رأي الأزهر ودار الإفتاء حول موافقته الشرع؟
أثار المقترح القانوني الخاص بـ«زواج التجربة» جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، لما به من شروط غريبة واردة في عقد الزواج، من شأنها الإيحاء أنه زواج محدد بمدة معينة، من خلال وضع بند في العقد المدني الملحق بقسيمة الزواج في الخانة المخصصة بالشروط.
وقالت دينا سعيد محامية بالاستئناف، إن زواج التجربة يهدر حقوق المرأة نظرًا لسهولة بطلان العقد لتضمنه شرط التوقيت، محذرة الفتيات من كتابة الشروط في عقد منفصل عن قسيمة الزواج، نظرًا لعدم الاعتداد بها، ما يؤدي أحيانًا إلى إسقاط الزواج نفسه.
وذكرت أن الشروط تُكتب في القسيمة بما يتوافق مع أحكام الشريعة، حيث أن القانون المصري يتبع الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالأحوال الشخصية.
قانونية: لا يمكن اشتراط عدم التطليق في عقد الزواج
وتابعت المحامية بالاستئناف في حديثها لـ«الوطن»، أن تحديد عقد الزواج بتوقيت يسقط الزواج نفسه أمام القانون ويهدر كل حقوق الزوجة من متعة ونفقة وغيرها، موضحة أنه في حال نتج عن هذا الزواج أطفال يتم معاملهم معاملة الأبناء الشرعيين بناء على قسيمة الزواج الشرعية وليس العقد المدني (زواج التجربة)، حيث لا يضار من إسقاط العقد المدني حال وجود عقد شرعي سوى الزوجين.
وأكدت «سعيد» أن أركان الزواج هي المهر والولي والشهود والإيجاب والقبول، مشيرة إلى أن تحديد توقيت الزيجة يبطل عقد الزواج من الأساس، وبالتالي تسقط معه حقوق الزوج والزوجة.
أما عن شرط عدم حل العقد أي عدم التطليق، قالت محامية الاستئناف، إن ذلك يسقط حال رمي يمين الطلاق من جانب الرجل أو ذهاب المرأة للمحكمة، حيث لا يؤخد بهذا الشرط أمام القضاء أو المأذونيين، مع الإبقاء على عقد الزواج واحتفاظ المرأة بحقوقها على خلاف بند «تحديد توقيت الزيجة»، والذي من شأنه إسقاط العقد نفسه.
عقد «زواج التجربة» باطل بإجماع الفقهاء
وأوضحت المحامية أن الزواج المؤقت باطل بإجماع الفقهاء، أما فيما يخص المذهب الحنفي والذي يتبعه القانون المصري لا يمكن اشتراط عدم التطليق في العقد، وحال اشترط العقد ذلك يسقط الشرط فور طلب أحد الطرفين مع عدم إسقاط العقد نفسه.
عقب الأزهر في مصر على ما أثير مؤخرا حول الزواج وظهور ما بات يُعرف باسم زواج التجربة
وقال الأزهر في بيان نشره مركز الأزهر للفتوى العالمية على فيسبوك: “الزواج ميثاق غليظ لا يجوز العبث به، واشتراط عدم وقوع انفصال بين زوجين لمدة خمس سنوات أو أقل أو أكثر فيما يسمى بزواج التجربة اشتراط فاسد لا عبرة به، واشتراط انتهاء عقد الزواج بانتهاء مُدة مُعينة يجعل العقد باطلًا ومُحرَّمًا”.
وأضاف الأزهر: “صورة عقد الزواج المُسمَّى بـ «زواج التجربة» فإنها تتنافى مع دعائم منظومة الزواج في الإسلام، وتتصادم مع أحكامه ومقاصده؛ إضافةً إلى ما فيها من امتهان للمرأة، وعدم صونٍ لكرامتها وكرامة أهلها، وهذه الصورة عامل من عوامل هدم القيم والأخلاق في المجتمع”.
وتابع الأزهر: “زواج التجربة -كما قرَّر مُبتدعوه- هو زواج محظور فيه على كلا الزوجين حَلّه بطلاق من الزوج، أو خلع من الزوجة، أو تفريق من القاضي مدة خمس سنوات، أو أقل أو أكثر، على أن يكون ذلك شرطًا مُضمَّنًا في عقد الزواج إلى جوار شروط أخرى يتفق عليها طرفاه.. ثم كثرت الأغاليط حول مصير هذا العقد بعد انتهاء مدة التَّجربة المنصوص عليها، في حين اختار بعضُ المتحمسين لهذا الزواج -أو إن شئت قلت: الابتداع- أن ينتهي عقدُه بانتهاء المدة المقررة؛ ليضاف بهذا إلى جوار شرط «حظر الطلاق» شرطٌ آخر هو التَّأقيت”.
وقالت دار الإفتاء المصرية، على حسابها على “فيسبوك”: “اطلعنا على الأسئلة المتكاثرة الواردة إلينا عبر مختلف منافذ الفتوى بدار الإفتاء المصرية حول ما يُسَمَّى إعلاميا بمبادرة زواج التجربة، التي تعنى بزيادة الشروط والضوابط الخاصة في عقد الزواج، وإثباتها في عقد مدني منفصل عن وثيقة الزواج، والهدف من ذلك: إلزام الزوجين بعدم الانفصال في مدة أقصاها من 3 إلى 5 سنوات، يكون الزوجان بعدها في حِلٍّ من أمرهما، إما باستمرار الزواج، أو الانفصال حال استحالة العشرة بينهما”.
وأوضحت دار الإفتاء أن “هذه المبادرة بكافة تفاصيلها الواردة إلينا قيْد الدراسة والبحث عبر عدة لجان منبثقة عن الدار، وذلك لدراسة هذه المبادرة بكافة جوانبها الشرعية والقانونية والاجتماعية، للوقوف على الرأي الصحيح الشرعي لها، وسوف نعلن ما توصلنا إليه فور انتهاء هذه اللجان من الدراسة والبحث.
متى تظهر أعراض فيروس كورونا المستجد 2021 (كوفيد-19)كورونا
خطوات حجز موعد تحليل PCR فيروس كورونا إلكترونيا للراغبين في السفر